الذي يتابع المشهد الثقافي في بلادنا في الآونة الأخيرة يجد نفسه أمام مشهد مثخن بالحراك وبالاختلاف وبالجدل من جهة، وبالصراعات المعلنة وغير المعلنة من جهة أخرى، وأسوأ ما في هذا المشهد هو تداخل الذاتي والشخصي مع الثقافي والإداري في كثير من القضايا والمسائل الثقافية والإدارية، وعدم الفصل بين الذاتي والثقافي، وبالتالي وصول رياح هذه التداخلات والصراعات وتأثيرها المباشر في جسد هذه المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية ــ على سبيل المثال، وهي التي تشهد اليوم في كثير منها مشاهد مؤلمة أفضت إلى حدوث الخلل وتعطل حركة العمل والفعل الثقافي والأدبي وقادت الأندية لتكون طرفا في قضايا قانونية واتهامات ومرافعات وجلسات وصدور أحكام ومحاكم إدارية وشرعية ومواد خصبة للإعلام وللإعلاميين.. لكن السؤال الذي يطل برأسه هنا: منذ متى والأندية الأدبية تصبح طرفا ثابتا في مثل هذه القضايا، ومنذ متى يصبح النادي الأدبي متهما يدعى عليه ولا يدعي.. منذ متى يغلق نادٍ أدبي بالسلاسل والحديد لأسباب غامضة، وتقحم المؤسسة الثقافية في إشكالية هي لم تكن موجودة أصلا.. ومنذ متى يتم إغلاق نادٍ أدبي ويتوقف النشاط فيه إلى أجل غير مسمى؟؟ ومن أجل ماذا يحدث ذلك؟ وأين تلك الرؤيا التي لا تنظر من زاوية ضيقة وتتجاوز الكثير من العقبات من أجل انسيابية العمل في المشهد الثقافي؟؟ ونتساءل أيضا: يا ترى، هل تسببت أحداث الانتخابات الإلكترونية ــ إن صح التعبير ــ التي تمت في الأندية الأدبية قبل سنتين في تشكيل مجالس تعاني من الخلل، وهل كانت ردود الأفعال والتشكيك والطعون في مصداقيتها كافية لكشف المشهد وتعريته؟
وإلى متى تدفع الأندية الأدبية اليوم ثمن تلك الانتخابات التي أفضت إلى مثل هذه النتائج؟؟ وهل ساهمت اللائحة الخاصة بالأندية الأدبية في حدوث التناقضات داخل مجالس الأندية؟.. نتساءل أيضا: هل سقطت المؤسسة الثقافية بعد مرور سنتين على تجربتها وهي تشرف وتتدخل في تجربة الانتخابات الفائتة؟ وما موقف المثقف من جراء ما حدث؟ وهل نجح المثقف في التعاطي مع ما حدث من تطورات؟؟ أم أنه سقط هو الآخر في تداعيات المشهد المرتبك؟.. تلك أسئلة تعتمل في ذاكرة المثقف والأديب في هذه المرحلة المهمة اليوم؛ أسئلة عريضة بحجم التناقضات التي حدثت بين وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والأندية الأدبية، وهي كفيلة بأن تعطل مناشط الأندية وتقف عائقا أمام تطور أدائها وتزرع الاختلاف بين أعضائها. ورغم هذا كله، فإننا متفائلون اليوم بتوفيق الله ــ عز وجل ــ ثم بالدعم والعمل الجاد الذي يقف خلفه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ونائبه الدكتور عبدالله الجاسر، ونتفاءل كثيرا بمدير عام الأندية الأدبية الناقد والأديب الأستاذ حسين بافقيه، فلديه من الرؤى والتطلعات ما يكفي لإعادة بناء عمل ثقافي وأدبي يواكب متغيرات المرحلة ويحقق التطلعات ويمحو من ذاكرة المثقف ومن ذاكرة المؤسسة الثقافية ما حدث خلال سنتين هي الأقسى في تاريخ المشهد الثقافي.
ورقة أخيرة:
في مفاصلي نهر من الضوء
يسقي رمال الغسق النفودية..
وعلى تلك الخميلة يعتريني نشيج (للسامرية).
وإلى متى تدفع الأندية الأدبية اليوم ثمن تلك الانتخابات التي أفضت إلى مثل هذه النتائج؟؟ وهل ساهمت اللائحة الخاصة بالأندية الأدبية في حدوث التناقضات داخل مجالس الأندية؟.. نتساءل أيضا: هل سقطت المؤسسة الثقافية بعد مرور سنتين على تجربتها وهي تشرف وتتدخل في تجربة الانتخابات الفائتة؟ وما موقف المثقف من جراء ما حدث؟ وهل نجح المثقف في التعاطي مع ما حدث من تطورات؟؟ أم أنه سقط هو الآخر في تداعيات المشهد المرتبك؟.. تلك أسئلة تعتمل في ذاكرة المثقف والأديب في هذه المرحلة المهمة اليوم؛ أسئلة عريضة بحجم التناقضات التي حدثت بين وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والأندية الأدبية، وهي كفيلة بأن تعطل مناشط الأندية وتقف عائقا أمام تطور أدائها وتزرع الاختلاف بين أعضائها. ورغم هذا كله، فإننا متفائلون اليوم بتوفيق الله ــ عز وجل ــ ثم بالدعم والعمل الجاد الذي يقف خلفه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ونائبه الدكتور عبدالله الجاسر، ونتفاءل كثيرا بمدير عام الأندية الأدبية الناقد والأديب الأستاذ حسين بافقيه، فلديه من الرؤى والتطلعات ما يكفي لإعادة بناء عمل ثقافي وأدبي يواكب متغيرات المرحلة ويحقق التطلعات ويمحو من ذاكرة المثقف ومن ذاكرة المؤسسة الثقافية ما حدث خلال سنتين هي الأقسى في تاريخ المشهد الثقافي.
ورقة أخيرة:
في مفاصلي نهر من الضوء
يسقي رمال الغسق النفودية..
وعلى تلك الخميلة يعتريني نشيج (للسامرية).